مؤتمر الشياطين
صفحة 1 من اصل 1
مؤتمر الشياطين
مؤتمر الشياطين
في بقعة غير معروفة في أعالي البحار ..... وفي ليلة من أشد الليالي سواداً وظلمة .... أخذ الشياطين والأبالسة يتوافدون بأعداد هائلة إلى تلك البقعة, التي لم تكن سوى قصر الشيطان, أبوهم الأول .
ولما اكتمل اجتماع الشياطين صغارا وكبارا , ذكورا وإناثا , أخذ " إبليس" يحك قرنه بعصبية, وبينما كان يقلب نظره في وجوه الشياطين المتلفة الجالسة أمامه ليتأكد من أن عددهم كاف ليبدأ كلامه.
ثم إن "إبليس" ابتسم ابتسامة حامضة, وهو يخرج زفة حارة طويلة من منخره , تعبيرا ً عن سروره بالعدد الكبير من الحضور.
بعد ذلك اعتدل "إبليس" في جلسته . وبدأ حديثه بصوت أجش....
"أيها الشياطين الأعزاء! يامعشر الخبث والخبائث! أحييكم بلعنة أبيكم إلى يوم الدين ... وأقدر لكم حضوركم من كل فج من فجاج الأرض, لتستمعوا إلى الكلام الخبيث الذي سأقوله لكم, والذي أقسم أنكم لن تجدوا أخبث منه ,فأنا كما تعلمون الأكثر خبرة على الإطلاق, في فنون الحرب الشيطانية الضاربة مع عدونا اللدود الأول والأخير ... ابن آدم "
ولما وصل إبليس إلى ذكر ابن آدم , جحظت عيناه, واحمر لونه ,وغضب غضباً رهيباً جعل معه الكرسي الجالس فوقه ينتفض بشدة , ثم يصر أسنانه بغيظ وضرب بيده على الكرسي بقوة أفزعت صغار الشياطين, وزعق وهو يخرج الكلمات بصعوبة من شدة حنقه..
"ابن آدم!! ابن آدم!! ذلك هو عدوكم وعدو أبيكم! فاحذروا أن يفوتكم! ولا يكون حظه الجنة وحظكم النار, ونصيبه الرحمة ونصيبكم اللعنة، فإنكم تعلمون أن ما أصابني وأصابكم من اللعن والطرد عن رحمة الله ، إنما هو بسببه ، فابذلوا جهدكم –لارحمكم الله- في أن تجعلوا ابن آدم رفيقنا في جهنم "
ثم سكت إبليس ليرى أثر كلامه على أعوانه, فلما رآهم منصتين لما يقول ، تابع كلامه...
"وإليكم أيها الرفاق بعض النصائح الغالية ، التي ستفيدكم كثيراً في حربكم مع ابن آدم.
عليكم أولاً وقبل كل شيئ أن تستغلوا كونكم محجوبين عن عين ابن آدم فهو لا يراكم بالرغم من ملازمتكم له دائماً، وبالتالي فهو كثيراً ماينسى أنكم عدوه الأشد ضراوة وعداوة، ولذلك يغفل عنكم ، وهذه
الغفلة
هي فرصتكم السانحة للانقضاض عليه, والنيل منه.
واعلموا أن أساس فساد ابن ’دم هو قلبه فهو الذي يتحكم بكل حركاته وسكناته وأفكاره ، فإذا استطعتم الوصول اليه والسيطرة عليه, فقد ربحتم المعركة وقهرتم ابن آدم! ولكن لا تتصوروا أن تربحوا المعركة بهذه البساطة! فابن ’دم عنده كذلك أسلحة فعالة إذا ماأحسن استخدامها لم تستطيعوا أنتم ولا أبوكم هزيمته.
فمن أسلحته...
ذكر الله والاتصال به:
فإنكم لن تستطيعوا الوصول إليه مادام ذاكرً لربه, مشتغلاً بعبادته ، سائلاً عونه، فإن ربه في هذه الحال يمد قلب ابن ’دم بأسلحة إضافية من الايمان به، واليقين بما عنده ، مما يجعله يثبت ثبات الجبال الراسيات أمام كيدنا ومكرنا.
كذلك من أسلحته القرآن:
فإذا كان قارئاً له, عارفاً بمعانيه, عاملاً به ،فإنكم يا أبنائي تواجهون مشكلة حقيقية! وربما كان صعودكم إلى السماء لاستراق السمع أهون بكثير من مجرد التفكير في محاولة إغواء هذا الصنف من بني آدم! أيضاً لا تنسوا أن هناك جنوداً من الملائكة يعينون ابن آدم الطائع لربه, ويثبتونه ويأمرونه بالخير, ويعدونه بكرامه الله له، وهذا بلاشك يشوش عليكم ووسوستكم على ابن آدم, ويضاعف العبء عليكم في إغواءه.
ولكن لاتيأسوا أبداً- يا رفاقي الشياطين- من ابن آدم مادام على قيد الحياة فبالغم من امتلاكه لكل هذه الأسلحة، فإنه لابد أن يغفل عن سلاحه في لحظة ما، وهذه اللحظة هي فرصتكم الذهبية للهجوم على قلبه ، فإنه مكشوف لكم حينذاك، ولتبدأوا حربكم معه من جهة نفسه، ادخلوا عليها من مرادها، وانظرا ما تحب، فزينوه لها واجعلوه شغلها الشاغل.
فإن كانت تحب المال ..
فأشعلوها بجمعه ليل نهار من كل طريق حتى يصبح همها الأوحد، من أجله تحب وتبغض وتقاتل ، وزينوا لها أن اشتغالها بجمع المال إنما هو لتحصيل الرزق والاستعفاف!
وإن كان رجلا أو امرأة ممن يعشقون الصور..
فاجعلوا صورة أحدهما لا تفارق الآخر، حتى يتمنى كل منهما الوصال من كل طريق ولو كان حراماً.
وإن كانت نفس ابن آدم لها تطلع للشهرة والجاه..
فأشغلوها بتحصيل ذلك بكل سبيل ، وزينوا لها أن غمز الناس والتنقص منهم، وغيبتهم، انما هو إنكار منكر يؤجرون عليه! وهكذا كل نفس ادخلوا عليها مما تحبه من الشهوات، وما سبق أنما ذكرته لكم على سبيل المثال فقط.
بل وحتى لو كان ابن آدم منصرفاً عن الشهوات ومشتغلاً بالطاعات من صلاة أو صدقة أو طلب علم أو غيرها , فاجتهدوا أن تفسدوا عليه وطاعاته بالسهو والرياء والعجب, وإذا أردتم مثالاً ، فدونكم أخوكم " خنزب"! اسألوه كيف يفسد على ابن آدم صلاته، فقد علمته كثيراً من الحيل حتى صار بارعاً في إلهاء ابن آدم عن صلاته .. وهكذا كل بحسبه يا أحبابي الشياطين !
ولا يفوتني أن أؤكد عليكم أن تلزموا ثغور ابن آدم التي يمكنكم إذا استوليتم عليها أن تصلوا على إلى قلبه بسهولة ، وأغني بهذه الثغور العين والأذن واللسان.
أما العين فاحذروا أن ينظر بها ابن ادم نظر تدبر واعتبار ، وكرهوا اليه النظر إلى مافيه ذكر الله ، وأشعلوه بالنظر إلى العورات والملاهي ، وتذكروا أنكم إذا ملكتم هذا الثغر ، فإن سهامكم لن تخطيء قلب ابن آدم ، فشدوا عليه بسهام النظر إلى الفواحش الحرام ، وبالغلوا في جرح قلبه ، فلعل سهماً من سهامكم يكون فيه مقتله ، وعندها يكون ابن آدم ميت القلب ، ويصبح من عبيدنا .
وأما أذن ابن آدم , فاصرفوها عن سماع الحق والخير، وألقوا فيها كل باطل من الغناء والغيبة والفحش ، واجعلوها تنصت إلى البدع والشبه التي تجعل ابن آدم يتشكك في دينة , ولا تنسوا آن تغلفوا ذلك بالألفاظ والعبارات الجميلة ، وتلبسوه لباس المنطق والحجة، حتى لا يستطيع قلب ابن آدم الغافل تمييزها , وإذا حصل أن دخل شيء من الذكر والخير إلى أذن ابن آدم رغماً عنكم ، فعليكم بصرف قلبه عن فهم ذلك الخير والتفكر فيه .
ولا تنسوا بعد ذلك كله لســان ابن آدم ، فإنني قد أرديت كثيراَ من بني ادم بسببه! فعليكم بلسانه، زينوا له الكلام فيما يعنيه ومالا يعنيه، وفيما يعلم ومالايعلم، وجرؤوه على الكلام في دينه بما لا يعلم ، وهونوا عليه الولوغ في أعراض الناس والكلام فيهم. فلعلكم بعد ذلك تظفرون منه بكلمه من سخط ربه، يهوي بها في النار – دار أبيكم! – سبعين خريفاً.
سكت الشيطان بعد ذلك برهة ليبتلع ريقه ، ثم واصل .. " أيها الأغزاء , أننا لسنا وحددنا في معركتنا مع ابن آدم ، بل هناك كثير من المتعاونين المخلصين معنا من إخواننا الإنس , الذين من خلالهم نستطيع أن نؤذي بين آدم بأكثر من مجدر الوسوسة ، فمن خلال أصواتهم نذيع الكفر والشهوات والاباحية على الناس ، وعلى سواعدهم ننشر الشرك والبدعة والرذيلة ، وبقوتهم نحارب الخير وأهله ونسفك دمائهم ، وبأموالهم نبن صروح الفساد والحرام، وبعقولهم نبتكر كل مافيه فسادهم من أشكال الانحراف والذوق ، وانتم ترون اليوم أن أكثر ماصنعه ابن آدم من مخترعات وأجهزة وظفناه لصالحنا وجعلناه في خدمة مانحب من الفجور .
ولا تظنوا أنه عندما يتعاون معنا شياطين الإنس فإننا نحبهم !
كلا وألف كلا!!
نحن نستخدمهم فقط حتى اذا قامت القيامة فإنني سوف أتبرأ منهم بطريقتي الخاصة, ولكن هذا موضوع آخر سأذكره في حينه ، فلكل مقام مقال كما تعلمون !
فاستعينوا بإخوانكم من شياطين الإنس على حرب أهل الخير والصلاح ، واعلموا أن أهل الخير هؤلاء يقومون بما أمرهم به ربهم ، من الصبر والصابرة والمرابطة والتقوى ، فإياكم أن تفترهمتكم ، او تضعف عزيمتكم ! بل اهجموا عليهم من بين أيديهم ومن خلفهم ، وعن أيمانهم وعن شمائلهم واجتهدوا أن تنسوهم ذكر ربهم ،
ثم احملوا على ثغورهم- التي بينتها لكم – بخيلكم ورجلكم ، فلعلكم أن تظفروا بطريق سالكة إلى قلوبهم .
ومتى ماوصلتم إلى قلب ابن آدم، فانفثوا فيه أمراض الشبهة والشبهة لتصرفوه بذلك عن النظر إلى ربه وعيادته ، ولا يزال هذا دأبكم حتى تميتوا قلبه ،وعند ذلك تكونوا قد أضفتم إلى حزبنا عضواً جديداً !
والآن..
حان وقت العمل ! فانطلقوا جميعاً – لابارك الله فيكم – ولا تنسوا حرفاً مما قلته لكم ، وتذكروه دائماً.
وإلى لقاء يجمعنا جميعا في أمنا الهاوية ، مع أتباعنا من بني آدم!
انطلقت الشياطين من عند قصر " أبليس " لتنشر في أرجاء المعمورة ، تنشر الفساد والضلال بين العباد ، وتغوي من بني آدم الكثير والكثير ممن ابتعدوا عن طريق ربهم ...
إلا نفراً من بني آدم لم تقدر الشياطين على إغوائهم مع ضراوة حربها عليهم، أولئك الذين حفظوا حدود الله فحفظهم الله، أولئك عباد الله المخلصين.
في بقعة غير معروفة في أعالي البحار ..... وفي ليلة من أشد الليالي سواداً وظلمة .... أخذ الشياطين والأبالسة يتوافدون بأعداد هائلة إلى تلك البقعة, التي لم تكن سوى قصر الشيطان, أبوهم الأول .
ولما اكتمل اجتماع الشياطين صغارا وكبارا , ذكورا وإناثا , أخذ " إبليس" يحك قرنه بعصبية, وبينما كان يقلب نظره في وجوه الشياطين المتلفة الجالسة أمامه ليتأكد من أن عددهم كاف ليبدأ كلامه.
ثم إن "إبليس" ابتسم ابتسامة حامضة, وهو يخرج زفة حارة طويلة من منخره , تعبيرا ً عن سروره بالعدد الكبير من الحضور.
بعد ذلك اعتدل "إبليس" في جلسته . وبدأ حديثه بصوت أجش....
"أيها الشياطين الأعزاء! يامعشر الخبث والخبائث! أحييكم بلعنة أبيكم إلى يوم الدين ... وأقدر لكم حضوركم من كل فج من فجاج الأرض, لتستمعوا إلى الكلام الخبيث الذي سأقوله لكم, والذي أقسم أنكم لن تجدوا أخبث منه ,فأنا كما تعلمون الأكثر خبرة على الإطلاق, في فنون الحرب الشيطانية الضاربة مع عدونا اللدود الأول والأخير ... ابن آدم "
ولما وصل إبليس إلى ذكر ابن آدم , جحظت عيناه, واحمر لونه ,وغضب غضباً رهيباً جعل معه الكرسي الجالس فوقه ينتفض بشدة , ثم يصر أسنانه بغيظ وضرب بيده على الكرسي بقوة أفزعت صغار الشياطين, وزعق وهو يخرج الكلمات بصعوبة من شدة حنقه..
"ابن آدم!! ابن آدم!! ذلك هو عدوكم وعدو أبيكم! فاحذروا أن يفوتكم! ولا يكون حظه الجنة وحظكم النار, ونصيبه الرحمة ونصيبكم اللعنة، فإنكم تعلمون أن ما أصابني وأصابكم من اللعن والطرد عن رحمة الله ، إنما هو بسببه ، فابذلوا جهدكم –لارحمكم الله- في أن تجعلوا ابن آدم رفيقنا في جهنم "
ثم سكت إبليس ليرى أثر كلامه على أعوانه, فلما رآهم منصتين لما يقول ، تابع كلامه...
"وإليكم أيها الرفاق بعض النصائح الغالية ، التي ستفيدكم كثيراً في حربكم مع ابن آدم.
عليكم أولاً وقبل كل شيئ أن تستغلوا كونكم محجوبين عن عين ابن آدم فهو لا يراكم بالرغم من ملازمتكم له دائماً، وبالتالي فهو كثيراً ماينسى أنكم عدوه الأشد ضراوة وعداوة، ولذلك يغفل عنكم ، وهذه
الغفلة
هي فرصتكم السانحة للانقضاض عليه, والنيل منه.
واعلموا أن أساس فساد ابن ’دم هو قلبه فهو الذي يتحكم بكل حركاته وسكناته وأفكاره ، فإذا استطعتم الوصول اليه والسيطرة عليه, فقد ربحتم المعركة وقهرتم ابن آدم! ولكن لا تتصوروا أن تربحوا المعركة بهذه البساطة! فابن ’دم عنده كذلك أسلحة فعالة إذا ماأحسن استخدامها لم تستطيعوا أنتم ولا أبوكم هزيمته.
فمن أسلحته...
ذكر الله والاتصال به:
فإنكم لن تستطيعوا الوصول إليه مادام ذاكرً لربه, مشتغلاً بعبادته ، سائلاً عونه، فإن ربه في هذه الحال يمد قلب ابن ’دم بأسلحة إضافية من الايمان به، واليقين بما عنده ، مما يجعله يثبت ثبات الجبال الراسيات أمام كيدنا ومكرنا.
كذلك من أسلحته القرآن:
فإذا كان قارئاً له, عارفاً بمعانيه, عاملاً به ،فإنكم يا أبنائي تواجهون مشكلة حقيقية! وربما كان صعودكم إلى السماء لاستراق السمع أهون بكثير من مجرد التفكير في محاولة إغواء هذا الصنف من بني آدم! أيضاً لا تنسوا أن هناك جنوداً من الملائكة يعينون ابن آدم الطائع لربه, ويثبتونه ويأمرونه بالخير, ويعدونه بكرامه الله له، وهذا بلاشك يشوش عليكم ووسوستكم على ابن آدم, ويضاعف العبء عليكم في إغواءه.
ولكن لاتيأسوا أبداً- يا رفاقي الشياطين- من ابن آدم مادام على قيد الحياة فبالغم من امتلاكه لكل هذه الأسلحة، فإنه لابد أن يغفل عن سلاحه في لحظة ما، وهذه اللحظة هي فرصتكم الذهبية للهجوم على قلبه ، فإنه مكشوف لكم حينذاك، ولتبدأوا حربكم معه من جهة نفسه، ادخلوا عليها من مرادها، وانظرا ما تحب، فزينوه لها واجعلوه شغلها الشاغل.
فإن كانت تحب المال ..
فأشعلوها بجمعه ليل نهار من كل طريق حتى يصبح همها الأوحد، من أجله تحب وتبغض وتقاتل ، وزينوا لها أن اشتغالها بجمع المال إنما هو لتحصيل الرزق والاستعفاف!
وإن كان رجلا أو امرأة ممن يعشقون الصور..
فاجعلوا صورة أحدهما لا تفارق الآخر، حتى يتمنى كل منهما الوصال من كل طريق ولو كان حراماً.
وإن كانت نفس ابن آدم لها تطلع للشهرة والجاه..
فأشغلوها بتحصيل ذلك بكل سبيل ، وزينوا لها أن غمز الناس والتنقص منهم، وغيبتهم، انما هو إنكار منكر يؤجرون عليه! وهكذا كل نفس ادخلوا عليها مما تحبه من الشهوات، وما سبق أنما ذكرته لكم على سبيل المثال فقط.
بل وحتى لو كان ابن آدم منصرفاً عن الشهوات ومشتغلاً بالطاعات من صلاة أو صدقة أو طلب علم أو غيرها , فاجتهدوا أن تفسدوا عليه وطاعاته بالسهو والرياء والعجب, وإذا أردتم مثالاً ، فدونكم أخوكم " خنزب"! اسألوه كيف يفسد على ابن آدم صلاته، فقد علمته كثيراً من الحيل حتى صار بارعاً في إلهاء ابن آدم عن صلاته .. وهكذا كل بحسبه يا أحبابي الشياطين !
ولا يفوتني أن أؤكد عليكم أن تلزموا ثغور ابن آدم التي يمكنكم إذا استوليتم عليها أن تصلوا على إلى قلبه بسهولة ، وأغني بهذه الثغور العين والأذن واللسان.
أما العين فاحذروا أن ينظر بها ابن ادم نظر تدبر واعتبار ، وكرهوا اليه النظر إلى مافيه ذكر الله ، وأشعلوه بالنظر إلى العورات والملاهي ، وتذكروا أنكم إذا ملكتم هذا الثغر ، فإن سهامكم لن تخطيء قلب ابن آدم ، فشدوا عليه بسهام النظر إلى الفواحش الحرام ، وبالغلوا في جرح قلبه ، فلعل سهماً من سهامكم يكون فيه مقتله ، وعندها يكون ابن آدم ميت القلب ، ويصبح من عبيدنا .
وأما أذن ابن آدم , فاصرفوها عن سماع الحق والخير، وألقوا فيها كل باطل من الغناء والغيبة والفحش ، واجعلوها تنصت إلى البدع والشبه التي تجعل ابن آدم يتشكك في دينة , ولا تنسوا آن تغلفوا ذلك بالألفاظ والعبارات الجميلة ، وتلبسوه لباس المنطق والحجة، حتى لا يستطيع قلب ابن آدم الغافل تمييزها , وإذا حصل أن دخل شيء من الذكر والخير إلى أذن ابن آدم رغماً عنكم ، فعليكم بصرف قلبه عن فهم ذلك الخير والتفكر فيه .
ولا تنسوا بعد ذلك كله لســان ابن آدم ، فإنني قد أرديت كثيراَ من بني ادم بسببه! فعليكم بلسانه، زينوا له الكلام فيما يعنيه ومالا يعنيه، وفيما يعلم ومالايعلم، وجرؤوه على الكلام في دينه بما لا يعلم ، وهونوا عليه الولوغ في أعراض الناس والكلام فيهم. فلعلكم بعد ذلك تظفرون منه بكلمه من سخط ربه، يهوي بها في النار – دار أبيكم! – سبعين خريفاً.
سكت الشيطان بعد ذلك برهة ليبتلع ريقه ، ثم واصل .. " أيها الأغزاء , أننا لسنا وحددنا في معركتنا مع ابن آدم ، بل هناك كثير من المتعاونين المخلصين معنا من إخواننا الإنس , الذين من خلالهم نستطيع أن نؤذي بين آدم بأكثر من مجدر الوسوسة ، فمن خلال أصواتهم نذيع الكفر والشهوات والاباحية على الناس ، وعلى سواعدهم ننشر الشرك والبدعة والرذيلة ، وبقوتهم نحارب الخير وأهله ونسفك دمائهم ، وبأموالهم نبن صروح الفساد والحرام، وبعقولهم نبتكر كل مافيه فسادهم من أشكال الانحراف والذوق ، وانتم ترون اليوم أن أكثر ماصنعه ابن آدم من مخترعات وأجهزة وظفناه لصالحنا وجعلناه في خدمة مانحب من الفجور .
ولا تظنوا أنه عندما يتعاون معنا شياطين الإنس فإننا نحبهم !
كلا وألف كلا!!
نحن نستخدمهم فقط حتى اذا قامت القيامة فإنني سوف أتبرأ منهم بطريقتي الخاصة, ولكن هذا موضوع آخر سأذكره في حينه ، فلكل مقام مقال كما تعلمون !
فاستعينوا بإخوانكم من شياطين الإنس على حرب أهل الخير والصلاح ، واعلموا أن أهل الخير هؤلاء يقومون بما أمرهم به ربهم ، من الصبر والصابرة والمرابطة والتقوى ، فإياكم أن تفترهمتكم ، او تضعف عزيمتكم ! بل اهجموا عليهم من بين أيديهم ومن خلفهم ، وعن أيمانهم وعن شمائلهم واجتهدوا أن تنسوهم ذكر ربهم ،
ثم احملوا على ثغورهم- التي بينتها لكم – بخيلكم ورجلكم ، فلعلكم أن تظفروا بطريق سالكة إلى قلوبهم .
ومتى ماوصلتم إلى قلب ابن آدم، فانفثوا فيه أمراض الشبهة والشبهة لتصرفوه بذلك عن النظر إلى ربه وعيادته ، ولا يزال هذا دأبكم حتى تميتوا قلبه ،وعند ذلك تكونوا قد أضفتم إلى حزبنا عضواً جديداً !
والآن..
حان وقت العمل ! فانطلقوا جميعاً – لابارك الله فيكم – ولا تنسوا حرفاً مما قلته لكم ، وتذكروه دائماً.
وإلى لقاء يجمعنا جميعا في أمنا الهاوية ، مع أتباعنا من بني آدم!
انطلقت الشياطين من عند قصر " أبليس " لتنشر في أرجاء المعمورة ، تنشر الفساد والضلال بين العباد ، وتغوي من بني آدم الكثير والكثير ممن ابتعدوا عن طريق ربهم ...
إلا نفراً من بني آدم لم تقدر الشياطين على إغوائهم مع ضراوة حربها عليهم، أولئك الذين حفظوا حدود الله فحفظهم الله، أولئك عباد الله المخلصين.
ملك العشاق- المدير العام
- عدد المساهمات : 116
تاريخ التسجيل : 28/08/2009
العمر : 33
الموقع : https://dmb33.yoo7.com
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى