تكنولوجيا جديدة تعيد تنمية اعضاء الجسم المريضة والتالفة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كريستي انسيث، طالبة الدكتوراه في جامعة كولورادو، كانت تعمل لتطوير مواد لاشباه الموصلات، لكن خلفيتها العلمية كمهندسة كيميائية دفعتها لان تترك الرقاقات المنمنمة وتتجه الى داخل جسم الانسان.

وتقول انسيث انها كانت في المدرسة تلعب كرة السلة والكرة الطائرة وبالتالي اخذت نصيبها من اصابات الركبة مثل الكثير من الرياضيين. وتضيف انسيث التي حصلت حتى الان على اكثر من عشرين جائزة تقديرا لابحاثها ان خالة لها توفيت صغيرة نتيجة مشكلة في القلب، وتوفي والدها نتيجة تمدد في اوعية الدماغ، وبالتالي فان الابحاث التي تقوم بها ستؤدي الى تطوير علاج جذري لكثير من الامراض يماثل ما يقوم به الجسم لترميم أي تلف فيه.

هذا التوجه قادها الى العمل على مجموعة من المواد الكيميائية، تبدو وتسلك مثل الجيلاتين، وهي مجموعة الهلام المائي، والتي يمكنها ان تسرع من اصلاح الجسم لانسجته. وتقول إن التطبيق الواعد جدا لهذه المواد، هو استخدامها في اصلاح غضروف الركبة المصاب وفي معالجة كهذه، يستخلص الطبيب اولا خلايا غضروفية سليمة من المصاب، يجري مزجها بعد ذلك مع هلام مصمم ليماثل تركيب غضروف الركبة، ثم تحقن ثانية في الركبة. وتوضح انسيث ان حقن الخلايا لوحدها في الركبة المصابة لن يفيد، اذ لا يحتوي الغضروف على اوعية دموية تزوده بالغذاء ولا على اعصاب تخبر الخلايا بوجود تلف. وتقول ان الهلام يعمل كسقالة ثلاثية الابعاد لتسريع نمو الخلايا حتى شفاء الركبة. وانه بعد ستة اسابيع تقريبا. يتحلل الهلام المائي ليبقى الغضروف السليم في مكانه.

اجرت انسيث تجارب ناجحة للتكنولوجيا على الاغنام، ومؤخرا وقعت شركتان عقدا من انسيث لتطبيق التكنولوجيا على الإنسان وهما شركة Smith & Nephew وشركة Cartilix الاميركية. وتتوقع الشركتان الحصول على موافقة ادارة الغذاء والدواء الاميركية لتعميم تطبيق اسلوب المعالجة هذا في غضون سنوات قليلة.

وتقول انسيث ان ما يميز التكنولوجيا الجديدة استخدامها لمواد طورت خصيصا لها، بدل الاستفادة من مواد طورت لاغراض اخرى مثل صناعة النسيج كما هو متبع حتى الآن.

كما انه سيكون لهذه المواد تطبيقات واسعة، ومن ذلك اعادة تكوين صمامات القلب، والعظام وانتاج انسولين لعلاج السكري وتنمية خلايا عصبية كبديل لانسجة الدماغ التالفة وستفيد حتى في علاج السرطان.